الجمعة، أبريل 20، 2012

الحرية


الحرية
حق رئيسي و مهم من حقوق الانسان
بل قد يعتبر الحق الأهم
و هو حق يعادل الكثير من الارواح التي تبذل
في سبيل الحصول على هذا الحق
الحرية قديما في العصور السابقة
كانت تعاكس كلمة عبودية
حيث كان الانسان يملك الانسان
يملك جسده و ارادته  و حياته
و هذه الصورة البشعة من العبودية 
قد انتهت في العالم المتحضر 
مع اعلان اتفاقية حقوق الانسان
و أقول في العالم المتحضر
لانها ما زالت تمارس في بعض الدول
و منها دول اسلامية للاسف
المهم
بما إن العبودية قد انتهت
لماذا ما زال الناس يضحون بأرواحهم من أجل الحرية 
و هم ليسوا عبيدا ؟؟
لانه عدم كون الانسان عبدا
لا يعني بالضرورة أنه حرا
الحرية لا تجزأ
و يجب أن تعطى للانسان كاملة غير منقوصة
لا يمكن ان تقول لشخص أنت حر لكن لا تقل  ما تشاء
أنت حر لكن لا تفكر بما تشاء
أنت حر لكن يجب أن تؤمن بدين معين
الحرية الكاملة في أن يتحرر الانسان بعقله
يكون حرا في أن يفكر و يعتقد بما يشاء
ثم حرا في التعبير عن هذا الفكر
ثم حرا في ممارسة ما يعتقده

اذا هل نعني  أن الحرية يجب أن تكون مطلقة ؟
الحرية المطلقة انقرضت مع انقراض الانسان الأول
كانت موجودة في الجماعات الانسانية البدائية
و كان البقاء للأقوى
الذي يملك الحرية المطلقة و يفعل ما يشاء
و يعيش بقانون الغاب
الى أن تكونت المجتمعات
و هنا بدأ تحديد هذه الحريات من قبل زعماء لهذه المجتمعات
و كان هذا التحديد على هوى الزعماء و من كانوا بالسلطة
فكانوا يفرضون القوانين على الفقراء و الضعفاء
ثم أتى الفلاسفة
و بدأوا يسوقون للأخلاق
و في بعض الروايات أتى الأنبياء
و بدأوا في التبشير للدين
حتى يحدوا من تسلط القوي على الضعيف
و لكي تتوزع الحريات بالتساوي بين افراد المجتمع

اذا وضعت حدود للحرية ؟؟ لماذا ؟؟
لأنه عندما تتسع رقعة الحرية عند شخص
ستصطدم بمساحة حرية شخص أخر
لذلك وجب التنظيم مثلما ننظم سير السيارات في الطرق
و هنا تأتي المقولة الشهيرة
حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين
 بالنسبة لي هي لا تنتهي بل تنقح و تعدل و تحدد

و لكن السؤال المهم حتى لا يثور علينا الانسان
من يعدلها  و يحددها ؟
هناك ثلاثة حدود للحرية على حسب تصوري الشخصي
أثنان منهم حدود ذاتية
يضعها الشخص لنفسه
و هما الدين و الأخلاق
و الحد الثالث يضعه المجتمع له
و هو القانون
فالشخص المتدين عادة ما يستمد أخلاقه من دينه
و يضع الحدود لنفسه
و لكن ما قد يتبناه احد الاديان بأنه فضيلة
قد لا يراه الدين الاخر كذلك
لذلك لجأ المفكرون الى الاخلاق العامة
و محاولة نشرها بين الناس
عل الجميع يتبناها و يحترم كل شخص حقوق الاخر
فالاخلاق قيم انسانية لا دين ولا هوية لها
لكن عندما يفشل اي فرد بالالتزام بهذه المبادئ
و يحاول التعدي على حريات الاخرين
يأتي هنا دور المجتمع
ليلزم كل فرد عند حدوده بقوة القانون
و يجب هنا الفصل بين هذه الانواع
مثل الفصل بين السلطات
قد يستمد القانون بعض الافكار
من الدين و الاخلاق لتوجيه المجتمع
لكن من الخطأ فرض الدين بدلا من القانون
على مجتمع كامل غير متجانس
فهنا يتحول القانون آلة للتعدي على الحريات
لا وسيلة لحمايتها و تنظيمها

هذا هو التسلسل المنطقي بالنسبة لي
لمبدأ الحرية و تطبيق حدود الحريات

و لا ننسى أن الحرية مثلما تعطيك حقوقا
تفرض عليك واجبات
الانسان الحر هو الوحيد المكلف 
هو الوحيد المحاسب على تصرفاته لانه يملك
حرية الاختيار
لذلك عليه مسؤولية حسن الاختيار و التصرف
***
اسمحوا لي على الاطالة
مجرد خواطر عن الحرية
و سؤالي الختامي هو 
هل تعتقدون الانسان مسير أم مخير ؟

شكرا

هناك 10 تعليقات:

  1. خواطر مفكر مبدع.
    أتفق مع كلامك وفعلا للحرية ثمن.
    هناك توارد أفكار مع الجزء الثالث من قصتي حول معنى وثمن الحرية .
    تسلم إيدك وحيد والمجتمع بحاجة فعلية لمناقشة مفهوم أفراده للحرية لنتفق عليها وننظمها.


    http://t7l6m.com/2012/04/19/%d9%87%d8%b0%d9%8a-%d8%a2%d8%ae%d8%b1%d8%aa%d9%87%d8%a7%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%84%d8%ab/

    ردحذف
  2. مقالة رائعة تعكس.مابخواطرنا أيضا .. كلام لا يمكن لاثنان ان يختلفوا عليه .. ومن المؤسف بأننا لسنا أحرار بالرغم من اننا لسنا عبيد

    ردحذف
  3. الإنسان مسير و مخيير الأثنين .. ما نقدر نلغي وحده منهم ..
    تفصيل جميل للحريه ..
    شكرا وحيد

    وعوده حميده :)

    ردحذف
  4. الانسان مخير فى حدود عقلة ومسير فى ما وراء عقله و إدراكه .. والحرية تندرج تحت التعريف الأول وهو المخير .
    واما تعريفك للحرية فلا أقدر أن أزيد عليه فهو كامل و مستوفى ورائع ..
    راق لى مقالك دكتور واستفتحت به يومى ..

    شكراً لك ..

    ردحذف
  5. الإنسان مخير في امور معينة ومسير في امور اخرى
    حياتنا دائما تكون نتاج خياراتنا

    جميل المقال ..

    ردحذف
  6. الحرية جميلة
    للعاقل
    أكيد

    ردحذف