الجمعة، مارس 25، 2011

الحب أم الخلود ؟


أختار نفس واحد من رائحة شعرها
قبلة واحدة من فمها
لمسة واحدة من يدها
بدلا من الخلود بدونها
واااحده
                                نيكولاس كيج

اليوم سأغير الاتجاه و أتمنى أن يعجبكم الموضوع
سنتكلم اليوم عن صراع من نوع مختلف
بعيد عن الصراعات الاقليمية التي حولنا

صراع يحدث داخلنا
عندما نحب من لا نستطيع أن نكون معه
انه حب عذوبته لحظات و عذابه أيام
لحظات مسروقة من أجل لقاء خاطف
و أيام طويلة من الفراق الحارق

لحظات لقاء الحبيب لا توصف
تعطينا نشوة ندمن عليها
و مثلما ينتظر المدمن جرعته
ينتظر الحبيب  النظر لعين محبوبته
 و تنفس رائحة شعرها
و ملمس يدها
و مذاق شفتيها
فيسمو و يرتفع فوق السحاب محلقا
كما الطائر الفارد لجناحيه في مهب الريح
و عندما  يهبط على الارض
يرجع لواقعه المؤلم
الذي يعيشه بدونها
نار الشوق تلتف من حوله
وقودها الذكريات الجميلة التي لن تعود
شعور خانق لا يستطيع الهروب منه
يستمر .. يعيش دون أن يلاحظ عليه أحد شيء
لأن لا أحد يفهم ما يدور في قلبه
يمارس حياته اليومية 
و كل ما يفعله لا طعم له
حياة مملة .. نهار طويل خانق .. و ليالي مظلمة موحشة
و حتى و إن كان البيت مليء بالناس من حوله
سيشعر دائما بأنه 

وحيد في المنزل

=======
فيلم
CITY OF ANGELS
من أفضل الافلام الدرامية لسنة ١٩٩٨
قصة رائعة و أغاني جميلة
اخترت لكم هذه الاغنية
شكرا


الاثنين، مارس 21، 2011

دقت ساعة الكراهية


١
خلال الاسابيع الماضية
و من خلال تويتر و الفيس بوك و الواساب
و بالاضافة لبرامج التلفزيون في بعض القنوات الموجهه
كانت تصلنا الكثير من الرسائل
التي تحاول أن تحثنا على الكراهية
رابط لفيديو يوضح كيف ان متظاهر شيعي يقتل مواطن سني
و فيديو اخر يوضح كيف أن رجال الامن السنة يقتلون المتظاهرين الشيعة بكل وحشية
و رسالة تنشر خبر عن الاعتداء على جامعة او مسجد
و رسالة تقول انه تم هدم حسينية
و هلم جرى قليل من الحقائق ممزوج بكثير من المبالغات و التجني
رسالة تلو الاخرى من طائفة هدفها الوحيد نشر الكراهية تجاه الطائفة الاخرى
و كل ذلك تحت ادعاء نشر الحقيقة و مناصرة الحق
و قد  رأيت الكثير من اصدقائي و اقربائي
ممن بنوا اراء و حددوا مواقفهم بناء على ما سمعوه و قرأوه
الى درجة أن قال لي أحدهم اليوم
للاسف لم يقتلوا منهم كفاية
!!!!!!
و هؤلاء احب ان اذكرهم بأن ايام الغزو
كان الاعلام الاردني و العراقي بالاضافة لقناة الجزيرة
تصور العراق بأنها هي الضحية و الكويت الجانية
و كنا نبكي دما عندما نسمع من يصدقهم و يردد أكاذيبهم
و أما المضحك المبكي بالنسبة لي
كان عندما أرد على احدهم و اقول كفاكم فتنة و طائفية
يقولون أنت مخدوع و منحاز  و خذ هذا الرابط يبين لك الحقيقة
طبعا هم لا يفهمون معنى أن أرفض أن اكون عاملا مساعدا للفتنة
لا يفهمون معنى أن تحاول قطع الطريق على قافلة الفتنة التي هم ركابها
و لا يكون ذلك الا بأن أمتنع عن نشر رسائل الكراهية 
هكذا علينا أن نساعد أوطاننا لنتفادى الفتن
ليس مهما الان توزيع اللوم و تجريم الغير و التشكيك بالولاء
و ليست مهمة ماهية قناعتي بمن هو على حق و من هو على باطل
فقد سالت دماء و اهدرت ارواح في هذا الصراع
و بدأت موجة سونامي الفتنة
فإما أن نكون من الغباء بأن نبحر مع هذه الموجة
 التي ستغرق كل من حولها و من عليها
أو أن نبحث عن أرض صلبة عالية نقف عليها و نتشبث بثوابتها
هذه الأرض هي مبادئنا و مصلحة أوطاننا
و التي يجب أن تكون فوق كل طائفة و انتماء فئوي
كفوا السنتكم عن الكراهية و الأحقاد
كفاكم تأجيجا و فزعات جاهلية مقيتة
الان وقت الدعاء و الكلمة الطيبة
إن كان لديكم كلمة طيبة فقولها
أو اصمتوا
======
هناك في البحرين و من كلا المذهبين 
اطفال ونساء و عجائز و مرضى و عاجزين
جالسون في بيوتهم يسمعون في الخارج أصوات طلقات النار
و صوت المدرعات و الطائرات 
و يشمون رائحة الغازات المسيلة للدموع
مما يبعث في نفوسهم الذعر و الخوف
و يتخوفون من الخروج لقضاء حوائجهم
 هؤلاء قلبي معهم و ادعوا لهم بأن يفك الله كربتهم و يهون عليهم
لإن نعمة الاحساس بالأمان داخل البيت شيء مهم جدا في الحياة
و من ضروريات الحياة كالمأكل و المشرب
و نحن نعتبرها من المسلمات و لا نحس بهذه النعمة لاننا لم نفقدها الا من عاصر ايام الغزو اللعين
حينها فقط عرفت لماذا قال الرسول عليه السلام لأهل مكة
من دخل بيته فهو آمن
يا لرحمة هذا الرجل العظيم مع ألد أعدائه
ويا لقسوة قلوب من يدعون التمسك بدينه
مع اخوانهم في الدين
=====
شكرا لكم

الجمعة، مارس 18، 2011

البحرين الجريحة


 لا أعتقد هناك مواطن كويتي لم يتعلق قلبه و لو قليلا بهذا البلد الجميل
و لا يحمل في قلبه الحب و المودة لهذا الشعب الطيب
و لكن ظروف هذا البلد و للاسف الشديد أدت لأزمة
لم نكن نود أن نراها في بلد شقيق و حبيب كالبحرين
بالرغم من أنها كانت أزمة متوقعة منذ زمن و كان لها الكثير من المقدمات
و لكني لن أتكلم هنا عن تفاصيل هذه الازمة و مسبباتها
فالكل تابع القنوات الاخبارية و الانترنت و رأى و سمع ما يحدث
لكني سأتكلم عن ألمي أنا و معاناتي الشخصية مع هذه الاحداث
لقد تكلمت سابقا عن ثقافة الحريات و ثقافة الاختلاف
و لكني اكتشفت أني أحلم و أني بعيد كل البعد عن واقعنا المزري
 و الذي آلمني حقا هي ردود افعالنا في مثل هذه الازمات
 و هذا ما سأتكلم عنه في موضوعي عن ما رأيته من تصرفات أثناء هذه الازمة
من خلال النقاط التالية
ملاحظة : أقصد بالطرفين هم الناس المتابعين للاحداث 
و المعلقين عبر وسائل الاعلام و الانترت و بعض الجهات الاعلامية
و الذين انقسموا الي معسكرين سني و شيعي
و لا أقصد هنا طرفي النزاع في البحرين فقط
أولا
موضوع القناعات
رأيت الاغلبية هرعت للانحياز التام لطائفتها و مذهبها
بغض النظر عن أين يوجد الحق 
انحياز تام و تعصب أعمى
ليس مهما عندي من هو الظالم و من هو المظلوم
فطائفتي أهم لدي من الحق
و سأدافع عنها مهما كان الثمن 
اذا في البداية تم اختيار الجانب 
على أساس طائفي مذهبي بحت
ثانيا 
 رأيت حرب طائفية إعلامية قذرة بالمحطات الفضائية و بالانترنت 
بسببها تحولت المسألة بكل بساطة الى صراع سني شيعي
ليس في البحرين فقط بل في كل دول الخليج
 لقد رأيت الطرفين يكذبون و يحاولون إيصال المعلومة الخاطئة
لكسب اكبر قدر من المتعاطفين
و هم يعتمدون على أن المتلقين هم ناس عمي القلوب و البصيرة
فقد قرروا من قبل أن يشاهدوا الدليل بأن كل ما تقوله طائفتهم هو الحق
و كل ما يقوله الطرف الاخر هو الباطل
طالما المصدر سني فالسنة يصدقونه على اطلاقه
و ان كان المصدر شيعي فالشيعة يصدقونه على اطلاقه
و هذا الغاء للعقل و خنوع للفكر المتعصب
الذي لا يرى الا بعين واحدة فقط
فهذه الاكاذيب الاعلامية لا يصدقا الا نوعان من الناس
متعصب يريد أن يصدق 
أو ساذج مغفل
ثالثا
رأيت كل طرف يود الغاء الاخر
من يعارضني فلا يجوز له البقاء و الوجود 
عليه أن يرحل أو يموت
بكل بساطة 
أتعرفون لم يكون مثل هذا الكلام سهلا ؟
لأنهم علي قناعة بأنهم يؤجرون إن اتخذوا هذا الموقف المتشدد
فالتعصب و العنصرية عندهم ديانة و قربى من الله
و قتلاهم شهداء و قتلى المذهب الاخر في النار
رابعا
تكملة لفكرة الغاء الاخر
 أود أن اوضح أن التفكير المتعصب يولد فكرة الالغاء
لأنها تسبب الخوف من الالغاء
بمعنى أن كل فريق يخاف من تعصب الفريق الاخر
و بالتالي يخشى إن وصل المذهب الاخر للسلطة
سيلغيه أو يظلمه
فالبديل ليس أفضلا منه بل هو أسوأ
لأن الطرفان يعرفون أنفسهم
بأنهم لا يؤمنون بالديمقراطية
خامسا
رأيت من مظاهر التعصب و العنصرية
التلاعب بالمبادئ و الكيل بمكيالين
فحرية الرأي اطالب بها لمن هم من مذهبي
و أنكرها على الاخرين
فمن يطالب بحرية الرأي و الاختيار لشيعة البحرين
يغض البصر عن القمع ضد المتظاهرين في ايران
و القبلي الذي استنكر هجوم القوات الخاصة على ديوان الحربش
يشجع دخول القوات السعودية البحرين
و قمع المتظاهرين البحرينيين
فتمسكهم بالمبادئ يعتمد على مصلحة الجماعة
إن كانت تناسبني أخذت بها
و إن لم تناسبني كفرت بها
سادسا
تفاجأت من الفكر المتعصب لدى البعض
ممن يفرح لإراقة الدماء لانها دماء بني المذهب الاخر
فحتى لو فرضنا أن الظروف السياسية لبلد مثل البحرين
اضطرت حكومتها للتعامل مع بعض المتظاهرين بعنف
لكي ترجع الامور علي طبيعتها على حسب حكمهم للامور
فهل هذا يجعلنا نفرح لسقوط ضحايا ؟؟
هل يسعدنا اراقة دم مواطن بحريني فقط لانه ليس من مذهبي ؟
هل المفترض بي أن اتشمت ؟
هل هذا من الدين بشيء ؟
هل دماء مواطنين خليجيين جيران لنا رخيصة
لكي نسعد و نفرح و نشجع 
و كأننا نشاهد مباراة ؟؟

هذا ما رأيته و شاهدته من متابعتي لتعليقات الناس
في وسائل الاعلام و الانترنت
و للاسف الشديد
لم أجد الا قلة قليلة
من كان لديهم الوعي الكافي
و الثقافة الفكرية الراقية
التي جعلتهم منصفين في تعليقاتهم علي الامور
و كانت احكامهم مبنية على مبادئهم
فالخطأ خطأ ايا كان مرتكبه
و الحق حق أيا كان حامله
و في وقت الفتنة
وجدتهم لا يتسارعون لنشر رسائل الكراهية و الاحقاد
من باب الفزعة للمذهب
و لكنهم امتنعوا كما امتنعت
عن نشر او اعادة ارسال أي رسالة
تحث على تأجيج نفس الطائفية 
و تنادي بنداءات الجاهلية التي تستنجد بالعصبيات
ففي وقت الفتنة علينا أن ندعو الجميع لتحكيم العقل
و التهدئة و الابتعاد عن العنف
و علينا أن نفكر في أحداث البحرين
و في الوسائل و التدابير التي علينا اتخاذها
 لكي لا نستورد مثل هذا الصراع للكويت
خصوصا و أن هناك وكلاء لاطراف هذا الصراع
موجودون بيننا و مستعدون للاستيراد و التصدير و التسويق
و لن نردعهم الا ان قاومنا عطشنا للتعصب و العنصرية 
و قاطعنا بضاعتهم

و شكرا

الأحد، مارس 13، 2011

قلة العقل في الدعاء



أستغرب من الناس عنصريتهم في الدعاء
فنراهم في أي منافسة أو منازلة
سواء كانت سباق رياضي أو مباراة كرة
أو كانت معركة حربية ضد عدو لهم
تراهم يدعون ربهم بأن يوفقهم
و ينصرهم على أعدائهم
طبعا قد ترون هذا تصرف طبيعي و دارج
حيث أن كل شخص منحاز لنفسه او لجماعته
و من الطبيعي أن يطلب له او لهم النصر
و لكن سبب استغرابي هو
هل يتوقع أن الرب منحاز له ؟
أو سينحاز له بعد أن يدعوه و يلبي دعائه و ينصره ؟؟
لم يعتقد الانسان أو فئة معينة من الناس
سواء هذه الفئة تنتمي لدين معين او مذهب معين أو دولة معينة
بأن الله سيستجيب لهم و لدعواتهم من دون غيرهم ؟
هم يعتقدون أنهم و فئتهم أو طائفتهم على حق دائما
و أن أعدائهم على باطل
و بالتالي من الطبيعي أن الله سينصرهم
و هذا منظور متعصب عنصري ضيق الأفق
ناتج من عقلية اتكالية
لأنه لا توجد طائفة على حق دائما
و لا يوجد إنسان على حق دائما 
الا اذا كان معصوما 
اذا لماذا تتوقع أن ينصرك الله دائما ؟
و لماذا تعتقد أن الله سيستجيب لدعائك أنت
و يترك دعاء عدوك الذي هو يدعوا ربه بالنصر ايضا ؟
الا تعتقد أن عدوك يدعو ربه بالمثل ايضا ؟
 احيانا نسمع في بعض الصراعات 
الطرفين يصرخان الله أكبر
و الطرفان يدعوان اللهم انصرنا ؟
من تعتقد أن الله سيستجيب له ؟
؟؟
و الأشد غرابة عندما يكون هذا الدعاء بسبب مباراة
نسمعهم يقولون اللهم انصرنا و الله معنا
ما دخل الرب سبحانه في تشجيعكم في مباراة ؟
و لماذا لا يشجع الفريق الثاني مثلا ؟؟

أتمنى أن نصل من الوعي الكافي و الثقافة اللازمة
لكي ندعو ربنا و نقول
اللهم انصر من تراه على حق و من تراه الانسب و الاصلح
إن من يؤمن بهذه المقوله سيسعى ليكون الأقرب للحق
 و يكون هو الاصلح 
و سيسخر كل امكانياته ليكون الافضل عمليا
ليكون أهلا لهذا الدعاء
و بذلك تنتفي اسباب الاتكالية 
التي اشاعتها ثقافتنا العنصرية


و شكرا
=====

على طاري موضوع الدعاء
أتمنى أن أسمع الكل يدعو من باب الانسانية 
لاخواننا المنكوبين في اليابان
 أن يفك عنهم كربتهم و يخفف عنهم مصيبتهم
و أن يرحم مصابيهم و جرحاهم و مرضاهم 
و يأوي مشرديهم و يشبع جياعهم
إنهم بشر و يعانون من أعظم كارثة طبيعية 
تمر على البشرية من قرن
و أتمنى أن أسمع من المشايخ مثل هذا الدعاء لهم
و بنفس الحماس لو كانت هذه الكارثة حصلت في بلد اسلامي
فما الفرق ؟؟

السبت، مارس 05، 2011

عمل انساني


عندي سؤال
لماذا نصف أي عمل خيّر بأنه عمل إنساني ؟
في حين أن الانسان يجمع بين الخير و الشر معا
بل أعتقد أن الطبيعة البشرية تميل للشر أكثر
اذا ما تركت بدون أي قيود إجتماعية

لماذا لا نصف العمل الخيّر بأنه عمل ملائكي
مثلما نصف أي عمل شرير بأنه عمل شيطاني

بالنسبة لي
مساعدة الاخرين و التضحية و التبرع
تتساوى مع 
 القتل و التعذيب و السرقة
في أنهم جميعا أعمال انسانية و من صنع الانسان

عندما أرى ما يستطيع أن يصنعه شخص واحد
من قتل جماعي لغيره من البشر
و التنكيل بهم و تعذيبهم بسبب حبه الاناني لنفسه فقط
كل هذا يجعلني أتساءل
أليس هذا عمل إنساني ؟
لأن صانعه هو الانسان 

و من غير المنصف كذلك أن نصفه بأنه عمل حيواني
لأن الحيوانات لا تقتل الا اذا جاعت
و تقتل بقدر ما تحتاجه من طعام
أو لتحمي نفسها عند الخوف


فقط الانسان هوالقادر على 
تدمير بني جنسه بهذا الشكل
لا بسبب الجوع او الخوف او الحاجة
و لكن بسبب الانانية و الطمع و الحسد
التي هي صفات بشرية
توارثناها من أيام أجدادنا
هابيل و قابيل
===
الطبيعة البشرية أحيانا تذكرني بهذا البيت

و لا ترجو خيرا من بشر تأمله  فالباء زائدة في لفظة البشر

ما رأيكم ؟