الأحد، مايو 22، 2011

حب و حروف


وسائل التغزل بين الرجل و المرأة مرت بمراحل عديدة خلال العصور
فبدأت بلغة الاشارة عند الانسان البدائي
و كان التغزل أنذاك بلغة الجسد 
ثم جاءت اللغة المنطوقة
و هنا استطاع الانسان أن يعبر عن ما بداخله
بنطق كلمات تصف أفكاره و مشاعره
و اختلفت مواهب البشر في استخدام اللغة المنطوقة
فمنهم من كان فقيرا و متواضعا في مفرداته
و منهم من أبدع شعرا و نثرا
فتناقل المحبون كلماته على مر الازمنة
و لكن تظل اللغة المنطوقة أسيرة اللقاء 
فكان لا بد من وجود المتحدث و المستمع في نفس المكان و الزمان

ثم جاءت الكتابة و من بعدها المراسلة
و لأول مرة في التاريخ
استطاع الانسان ان يوصل أفكاره و خواطره
لاشخاص اخرين دون اللقاء بهم و دون وجود ناقل للحديث
و تربعت الرسائل و الكتب و المقالات على عرش التواصل الاجتماعي لفترة طويلة من الزمن
فكانت الكتابة الوسيلة الوحيدة للتخاطب بين البشر  و منهم المحبين
خصوصا عندما يكون اللقاء صعبا او ممنوعا
و استمر الحال هكذا الى أن اخترع الهاتف و انتشر
فبدأ يحل محل الكتابة و لكن لم يلغها تماما
و اصبح سماع صوت الحبيب لا يحتاج الى موعد محظور او لقاء مخطور
ثم تطورت الامور بصورة حادة جدا
مع انتشار الهواتف النقالة و الايميل
لتحدث ثورة في عالم الاتصالات
و استطاعا بسهولة الاستيلاء على عرش التواصل الاجتماعي
ليس فقط في عالم الاعمال بل في عالم الغزل ايضا

و لكن
كل ما سبق كان يعتمد علي وجود معرفة مسبقة بين شخصين
كانت النظرة أولا ثم تأتي الكلمة
كان اللقاء أولا ثم يأتي الحديث
كان الحب  و الزواج أولا ثم يأتي الحوار
و مع الحوار قد يأتي التفاهم أو لا يأتي
و قد يستمر الزواج او لا يستمر
====
و هنا نجد أهمية أحدث وسيلة تواصل اجتماعي ظهرت لنا في العصر الحديث
الا و هي برامج المحادثة او الدردشة 
مع برامج المحادثة 
تأتي الكلمة  قبل النظرة
و تلتقي العقول قبل العيون
في المحادثة هناك فرصة ذهبية و من خلال خصوصية تامة
للتعرف على شخصية من تحادث
ان تذهب في رحلة داخل عقله و قلبه و عواطفه و خواطره
تكتشف اهتماماته و مزاياه و عيوبه
 و قد يأتي التوافق الذي قد يليه الحب

طبعا لا ننسى أن هناك من يسيء استغلال هذه المحادثات
و يرسم  صورة لا واقعية عن نفسه
و هذا ليس قاصرا على علاقات الانترنت
لذا وجب الحرص و عدم التسرع و أخذ الوقت الكافي
و لكن في اعتقادي هي فرصة جيدة للتعرف علي شخص ما
أفضل بكثير من فترة الخطوبة

و متى ما توفر الصدق و حسن النية بين الطرفين و الشفافية
و هذي شروط يجب توافرها في اي علاقة ايا كانت
أتوقع اننا سنرى أنجح الزيجات من خلال هذه المحادثات
لذا أتمنى عندما تدردشون
 أن تكونوا أنفسكم

====
ملاحظات
المقال يتكلم عن الغزل بين المحبين الجادين الطامحين في الزواج
فقط

هناك 6 تعليقات:

  1. وايد مهم ان اي شخصين يفكرون بالزواج انهم ينتبهون حق شغله مهمة و هي التواصل ، سواء بالكتابه او بالكلام ، انهم يقدرون يعبرون حق بعض باي وسيله تكون بينهم لان الكلام و التفاهم الفكري هذا اللي يبقى بعد ما تمر عليهم ٣٠ سنه بالزواج

    ردحذف
  2. وأنا أقرأة البوست سرحت بأفكاري لقيس وليلى و عنتر وعبلة و كثير و لبنى .. لو كانوا على عهد التقنيات اتوقع كان راح يوصل لنا عشقهم و أشعارهم ..

    ما اعتقد ..

    اتقوع مثل ما لتكنولوجيا منافعها .. اتوقع لها الكثير من المضار ..

    و لكل منا وجهة نظر ..

    شكرا لك :)

    ردحذف
  3. New Pride

    شكرا لهذه الزياره
    اتفق معاج ان الحوار مهم جدا لاستكشاف الطرف الاخر.
    و يج بان يكون حوار مطول حتي يتم اكتشاف خبايا الشخصية
    شكرا لمرورك و تعليقك :)

    ردحذف
  4. الجودي

    اتفق معاج زميلتي العزيزه
    فعلا لكل شي جانب جيد و جانب سيء
    قد يكون الشعر وسيلة قديمة فضحت من قالها
    لكننا استفدنا منها بأن استمتعنا بقراءتها

    شكرا :)

    ردحذف
  5. موضوع شيق:)

    ذكرني بفوشيا:))


    امممم
    اعتقد..ماذكرته صحيح
    التعارف في الوقت الحالي..
    بدأ من الآخر على قولتهم..
    يعني بتدأ بالعقل..والفكر...
    بالإهتمامات...
    بتجاذب العقول...بحديث النفس...
    وانتهى(وقد لاينتهي ) باللقاء والتجاذب الشكلي او الجسدي...

    المتعه في سبر الاغوار والغوص في أفكار الآخرين
    لا يعرفها
    إلا من كوّن صداقات دون لقاء..
    كما التدوين..هناك أرواح تآلفت..وقلوب تعلقت
    فقط من الكلمة...من الحرف....



    اعجبني موضوعك
    كن بخير

    ردحذف
  6. سلة ميوه
    كلامج تتمة مهمة و ثرية للموضوع
    شكرا دكتورتنا العزيزه
    :)

    ردحذف