الأحد، فبراير 06، 2011

الرصاصة


شاب في العشرينات من عمره
حملت به أمه تسعة شهور
مع كل تعب الحمل و معاناته
و ولدته مع آلام الطلق القاسية
لتفرح بصرخته الاولى
و يفرح به اباه و يفخر
و يبدءان معا مشوار تربيته
و كل يوم يمر عليهم ينظران اليه بعين ملؤها الامل
الامل بأن تقر أعينهم به عندما يرياه خريجا
ثم موظفا يعمل لكسب قوت يومه
ليشعروا عندها بأنهم قد قطفوا ثمرة حرثهما
بعد عشرين سنة او أكثر
يجدوا امامهم رجلا بالغا 
مفعم بالحياة و الحيوية و النشاط 
 ينتظرون اليوم الذي يتزوج فيه
ليفرحوا بأولاده كما فرحوا به
====
هذا الشاب قرر أن يطالب بأقل حقوقه كإنسان
التي تظمن له كرامته و حريته و عزته
فينزل للشارع أعزل 
سلاحه الوحيد لسانه
و ذخيرته الوحيده إرادته
و يمر من أمام ضابط مسلح
فيرد عليه هذا الشرطي
بطلقة
رصاصة
ليرديه قتيلا
عشرون سنة من حياة انسان
عشرون سنة من المشاعر و العواطف و الخبرة
التي تختزن داخل عقله و قلبه
تختفي في أقل من لحظة
و يقف قلبه و ينطفئ عقله
كل هذا 
بسبب رصاصة
اطلقها هذا العسكري الذي أسلم عقله و روحه و ارادته
لرؤسائه و أوامرهم
مثل الكلب المدرب
أو حيوان السيرك 
لينهي في لحظة و بدون ادنى تفكير حياة هذا الشاب الأعزل
كيف له أن ينام ليلا ؟؟
لا أعلم
كيف لرصاصة لا تساوى أكثر من خمسين فلس
أن تنهي حياة انسان
و كيف لمن يمسكها أن يطلقها بهذه السهولة
بدون استفزاز و بدون سبب

و كم من شاب قد انتهت حياته 
 بمثل هذه الرصاصات ؟ 
====
للأسف لقد كُتب على أحفاد قابيل و هابيل
أن يكون بينهم قاتلا و مقتولا
حتى و إن كانوا من نفس العائلة او البلد
لماذا ؟؟
لاأعلم
====
كتبت هذا البوست بعد مشاهدتي لمشهد 
القتل العمد لشاب متظاهر أعزل بدم بارد
من قبل أحد افراد الشرطة المصرية

حسبي الله و نعم الوكيل

هناك 6 تعليقات:

  1. رائعه هذه التدوينه...

    وأحببت الإضافة فقط...هذا قليل من كثير يا أخي..فالأمان الذي نرتجيه ل يعد موجودا ..فهذا الشاب عندما قرر التظاهر اتخذ الأمن والأمان حماية له..ولكنه لم يجد لذلك المصطلح تعريف أو وجود لدى الأقوى أو بوجه التحديد السلطة...!!

    دمت بود

    ردحذف
  2. الله يرحمهم ويصبر أهلهم
    أشكرك على طرح الموضوع والزاوية الإنسانية له والتي قد تغيب عن البعض
    والله شفت مقابلة وائل غنيم وعرضوا خلالها صور من قُتل في أحداث مصر فبكيت شباب في زهرة حياته وعنفوان شباب يًًُذبح بدلا من أن يسمعوه ويدفعوه لتنمية وتطوير بلده
    للحرية ثمن
    وللتمسك بالسلطه ثمن :كابوس يلاحقه حتى القبر
    الله يحفظ الشعب المصري وكل المسلمين
    بوست مؤثر تسلم إيدك

    ردحذف
  3. مجرد امنيات

    الامان تحت ظل هذه السلطات غير موجود الا مع الخنوع و السمع و الطاعه
    اما ان بدأنا بطلب الحرية و الحقوق فلا أمن و لا أمان
    فإما أن يسكتوا الشعب و إما أن يذهبوا
    شكرا اختي

    ردحذف
  4. مبدعه

    آمين و يرحمه و يرحم كل من استشهد في هذه الثوره العظيمه
    و الله ينصرهم و يرزقهم الامان
    شكرا

    ردحذف
  5. اخوي المتحلطم
    اهلا بك عزيزي
    و انا بعد دمعت عيني لما شفت بكاءه
    الله يحفظهم من غير شر يا رب
    شكرا اخوي على مرورك و تعليقك الكريم

    ردحذف