الأربعاء، فبراير 01، 2012

ما هي مشكلتنا ؟

مقال قديم كتبته في تاريخ
٢٠١٠/١٢/٢٤
لكن يستحق
اعادة قراءته الان
==========
هذه قصة طويلة
احاول ان الخصها لكم
تحملوني
--------
لقد تربينا منذ الصغر 
علي الطاعة العمياء لرمز دكتاتوري
  يمسك لنا العصا حين نحيد عن هذه الطاعة
 في اطار الاسرة كان هذا الرمز هو الاب
و في المدرسة المدرس
و في المجتمع الشرطي
و في الدولة الحكومة الابخص
لا مجال للنقاش .. اسمع و احفظ و تعلم ما نقوله لك
كل ما يقال لنا هو الحقيقة المطلقة
و لا توجد حقيقة غيرها
و يأتي الاعلام الحكومي الاوحد 
في زمن ما قبل الفضائيات
ليرسخ مفاهيم الدكتاتورية و احادية التوجه في عقولنا
لقد تحدد لنا مسبقا من قبل التربية و التدريس و الاعلام
ما يجب ان نقبله و لا نقبل غيره
بل لم يكن هناك شيء غيره 
احادية التوجه في السياسة و الدين و المذهب و حتى الفن و الغناء
حياة رتيبة لا مجال للتفكير فيها
هناك من يفكر عنك و يختار لك 
و يقول لك ماهو الصح و ماهو الغلط
 ثم اتى الزلزال التقني لهذا العالم المنعزل
اتى زلزال الانترنت و طوفان الفضائيات
ليحدث سونامي خطير كسر جميع الحواجز
و شتت الرتابة و الخمول
و بدأت الفضائيات مثل اي تقنية جديدة بالدخول أولا من اسهل ابواب الانتشار
باب الشهوات
فأدخلوا في بيوتنا الراقصات و فنانات النوادي الليلية
 وبدأ العامة من الناس يرون ما لم يروه في حياتهم من قبل
و انا اتكلم عن الاغلبية التي لم ترتاد مثل هذه الاماكن
و كنانسمع فيها و لا نراها
بدأنا نراها في الفضائيات
ثم اتت تكنولوجيا الموبايلات و كاميراتهم و البلوتوث
و التي ادخلتنا الى الشقق و غرف الفنادق
و رأينا فتوحات شبابنا في سفراتهم و سهراتهم الحمراء
هذه كانت اول صدمة يصدم بها المجتمع
و من هنا بدأت نظرتنا تهتز لصورة البنت البلورية في مجتمعنا
و بدأت التوقعات تتغير و الجرأة تظهر و التطاول يزيد
و بعد ان مل الناس من موضوع الرقص و الغناء
و اصبح امر روتيني
دخلنا في الفضائيات السياسية التي تبحث عن 
جنازة لتشبع فيها لطم و ماء عكرا لتصطاد فيه
و بدأت اذاننا تسمع و لأول مرة شئ غريب علينا
لم نعهده من قبل
بدأنا نسمع الرأي الاخر و الاتجاه المعاكس
كيف يقال ذلك ؟؟
هذا عكس ما تعلمناه و قيل لنا ؟؟ 
فيبدأ التشنج و الصراخ 
و يتحول اي نقاش الى صراع ديكة
و نحمد الله ان ينتهي أي نقاش على الشتائم فقط دون مد الايدي
لم يتعود أن يسمع الكويتي رأي الفلسطيني او العراقي فيه
لم نتعود سماع من ينتقد السلطة و من اعلى من السلطة .. احم
لم نتعود من ينتقد الدين و اصول الدين 
او يناقش بعض الامور فيه
لأن من يفكر هكذا اكيد كافر
و اصبح التفكير سببا للتكفير

و عندما انتهت او خفت المشاكل الخارجية
 مثل الكويت و العراق .. ايران و حزب الله .. القاعدة و امريكا
و ذلف صدام غير مأسوفا عليه
خلصت القصص .. شنسوي
نبي اثارة
خل نجابل الشعب الكويتي
و بما ان الكويت بلد حريات
و حرية التعبير عن الرأي مكفولة 
كان يا مكان في قديم الزمان

فتح المجال امام الفضائيات المحلية
 لنبدأ من جديد في سماع مالم نتعود سماعه
لم يتعود السني سماع وجهة نظر الشيعي علنا
 و الشيعي لا يقبل برد السني عليه
لم يتعود ابناء القبائل سماع كلمة مجتمع مدني من حضري
و الحضري لا يتقبل سماع افضال البدو عليه حين دافعوا عن الكويت 
في الحروب العالمية التي خاضتها 
  الحكومي لا يتقبل كلام  المعارض
و المعارض لا يتقبل كلام الحكومي
لم نتعلم و لم نتعود التعامل مع المختلف
و بذلك ولد عندنا التعصب و التشدد و التزمت
فمن يخالفني اما كافر او فاسق او بلا ولاء
ثم تبدأ الصدامات اللفظية ثم الرصيفية


انتهت القصة
.....
ردا على سؤال عنوان البوست

مشكلتنا في حريتنا

اعطينا حرية و لكن لم نعط معها ثقافة الحرية
الحرية قبل ان تكون مادة في دستور
او نصا في قانون
هي ثقافة و قناعة
علينا ان نربي جيلا جديدا كاملا يؤمن بها و بقواعدها و اساسياتها
هناك الكثير من ابناء الكويت  
ممن اراهم الان يحاربون من أجل هذه الحرية
و بهم أجد الامل في تعليم ابناء الكويت معنى الحرية
و أدب التعامل معها
حتى نستطيع ان نصل لمستقبل افضل


شكرا لكل مخلص لهذا البلد

هناك 14 تعليقًا:

  1. حرية + اجبار = مواطن متمرد

    واقصد هنا ان نظام الدولة ديمقراطي والحرية تسود البلاد على حد قول الجميع :) ولكن ولدنا ومنذ صغرنا وكما تقول اخي اننا اجبرنا على طاعة الاب والشرطي .. و... و... و.. الخ ولكن ما ان يكبر هذا الشاب ويجد نفسه في موضع ( هو رجل ) تجده يتمرد على الاب ، وعلى الشرطي ، وعلى المدرس وعلى وعلى وعلى .. الخ

    لماذا ؟؟ لأنه شعر بانه في موضع قوة وانه عندما كان صغير كان يخوّف بالابوالشرطي .. الخ
    ولكن عندما يرى الناس لا تحترم الشرطي هذا تهتز صورة الشرطي لدى الصبي فينتظر اللحظة التي يكبر بها حتى يتمادى على من حوله

    لو كل طفل احترمنا رغبته واقنعناه بالحكمة والعقل لنمت معه الى الكبر ولكن مع الاسف نحن نربي ابنائنا على الطاعة حتى لوكنا على خطأ ..

    شكرا لك اخي وحيدا في المنزل ولي زيارات اخرى لمدونتك ان شاء الله

    تقبل تقديري وشكري لتواضعك

    ردحذف
  2. إسمحلي برؤيتي المختلفة للموضوع
    مشكلتنا ليست بالحريه وإنما بسوء إستخدامها
    وهناك فرق كبير بين أن تقول رأيك وبين شتم الناس ومس كراماتهم والطعن في شرفهم
    فرق بين الرأي وبين بذر التفكك في المجتمع
    فرق بين أن تقول رأيك وبين أن تتكلم بالنيابة عن الأخرين وتستلم منهم مال ووجاهة ومنافع أخرى
    ما لدينا ليس إعلام حر ويحلو لي أن أسميه إعلام مدفوع،موجه،مأجور،مخرب،شخصاني،مصلحجي.
    لو إقترنت حرية الإعلام بالحرص على مصلحة الوطن ووحدته وإستقراره لكنا أفضل حالا مليون مره.

    ردحذف
  3. عن نفسي أقدر أؤكد لك حالياً أن التربية خارجو عن النقاش فهي أول مرتع لرجم الحريات

    بكل شيء الطالب مسير وليس مخيرا

    ردحذف
  4. اوافق اخي تحلطم..
    سوء استخدام الحرية او عدم معرفة حدود استخدامها ومتى نتعاطاها..هو المشكلة..

    اللهم ارنا الحق حقا ورازقنا اتباعة وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابة..

    ردحذف
  5. اخت طموحة
    شاكر لك مرورك الكريم
    و شكرا على الاضافة القيمة للموضوع
    فعلا هذا ما اعني
    لم نتعود في الصغر على احترام ارائنا .. و عندما كبرنا لم نعد نحرم اراء الاخرين
    لم نتعود علي الحريه و لم نتدرب عليها.
    و الان نطبق ما تعلمناه و هو قمع الرأي الاخر.

    في انتظار زياراتك القادمه ان شالله
    :)

    ردحذف
  6. اخي تحلطم

    لا اختلف معاك في ان مشكلتنا هي سوء استخدام الحرية.
    و هذا سببه ما قلته.. اننا لم نتعود و لم نتعرف على ثقافات الحرية.
    و لكن لماذا نتضايق من كلمه من شخص نختلف معه ؟
    هذا سيكون موضوعي القادم ان شالله.
    شكرا لمساهمتك في النقاش
    اسعدني طرحك
    :)

    ردحذف
  7. اختي الوتين

    اتفق معك .. للاسف التدريس التقليدي لدينا هو اداة لتوجيه الطالب لطريق واحد فقط لا غير
    هي برمجة عقول حتى لا تفكر.
    شكرا لمرورك.
    :)

    ردحذف
  8. اختي الليوان

    و انا اوافقكما ايضا
    شكرا و اسعدني مرورك اختي الكريمه
    :)

    ردحذف
  9. الحرية لازم يكون معاها مسؤولية
    عندي حرية استخدمها في الصح مو في الخطا
    ابني ما اهدم
    اتعلم المفيد مو الضار
    معاك حق بالي قلته
    نبي وعي صحيح لاستخدام الحرية
    موضوع قيم شكرا وحيد

    ردحذف
  10. السلام عليكم..
    "أعطينا الحرية ولكننا لم نعطى معها ثقافة الحرية"
    عبارة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار وهي فعلا المشكلة والحل في آن لو أن أحد ..ممن يهمه الأمر.. تصل له
    فعلا هذه هي الرؤية الثاقبة لما هو حاصل.

    هذه أول زيارة لهذه المدونة
    وأرى أن البداية تكشف أن فكر المدون هو "تقصي الحقائق" وباسلوب شيق

    بانتظار المزيد
    موفق ^_^

    ردحذف
  11. Sweet Revenge

    الحرية لازم يكون معاها مسؤولية
    جملة تلخص الكثير .. و من اهم ما قيل.. و لنا وقفة معاها في بوستات اخرى

    شكرا اختي

    ردحذف
  12. خاتون

    شكرا اخت خاتون علي مرورك و علي اطرائك.. هذا شرف لي
    و اعتز في رأيك كثيرا.
    و اتمنى ان اكون عند حسن الظن
    شكرا

    ردحذف
  13. الحريه
    نبدأ بالمحاربه من اجلها اولا في بيوتنا
    و بيما اني توني 22 و مالي ميول سياسيه فراح اكتفي ابحريتين البيت و تالي ابدي فيها ابمجتمعي

    و بما اني شخص لا يخضع و لا يُسير
    فكان التعب من اجعل الحريه ممتع

    ردحذف
  14. princess saron

    الحرية الفردية تبدأ في البيت.. نعم صدقتي
    شكرا لك :)

    ردحذف